لا يخفى على أغلب الطلبة الأعزاء ما تقوم به البحوث العلمية من دور رائد في مجال التقدم العلمي لأي شعب من الشعوب أو أمة من الأمم. وإنّ البحوث التي تكتب في مجال اللغة العربية في إيران كثيرة، بحمد الله، وتحتل مكانة مرموقة بالنسبة لعامة البحوث التي تتم كتابتها باللغة العربية في أنحاء العالم، لكنّ كثيراً منها لا يتمتع بالدقة اللازمة في كتابة البحوث ويتميّز كثير منها بضعف الصياغة الذي له أسبابه التي من أهمها عدم اهتمام الطلبة، بشكل عام، وطلبة الدراسات العليا وبعض الأساتذة بالتواصل مع العالم العربي، وهناك أسباب أخرى ليس هذا مجال الخوض فيها وسأفرد لها حديثاً خاصاً. كما أنّ المجال مفتوح للطلبة والأساتذة الأعزاء في الإدلاء بآرائهم التي ستفيد منها الجميع حتماً.

1.     الإفراط والتفريط في استعمال علامات الترقيم: لا يلتزم عدد من الكتّاب، مع الأسف، بالحد الوسط لاستعمال علامات الترقيم كما جاء في الكتب الخاصة بالبحوث والرسائل الجامعية. فبعضهم يُفرط في استعمالها لدرجة أنّه يفصل بين المتلازمين بفارزة أو ما شابه، وقد يلحّ في استعمال نوع واحد من العلامات، كالفارزة والفارزة المنقوطة. فيما نرى البعض الآخر لا يستعملها إلاّ نادراً جهلاً بها أو تعمّداً في إهمالها.

2.     استعمال نقاط الحذف للانصراف عن تتمة الكلام، فكثيراً ما نشاهد استعمال ثلاث نقاط بدل عبارات من قبيل: وما إلى ذلك، وما شابه ذلك، وغير ذلك، وغيره، وغيرها، ... إلخ. نقاط الحذف الثلاث تُستعمل  في النصوص المنقولة بشكل مباشر للدلالة على أننا آثرنا عدم ذكر كلام للمؤلف صغُر أم كبُر، وطال أم قصُر؛ كلمة كان أو عبارة أو جملة أو عدّة جمل. كلّ ذلك يفرضه التزامنا بالأمانة العلمية التي توجب علينا عدم التدخّل في النصّ المنقول إلاّ من خلال علامات توضّح ذلك، كاستعمال علامة الحذف، وهي ثلاث نقاط، أو استعمال علامة الإضافة، وهي قوسان معقوفتان.

3.     كثرة الأخطاء الإملائية، خاصة همزة القطع وهمزة إنّ وأنّ.

4.     دخول الفارسية على خط العربية في عبارات من مثل: منصوباً بدور الحال، أي في موضع الحال، من حيث الاعتداء إلى المجرور.

5.     الخطأ في استعمال حروف الجر.

6.     عدم كتابة ما يعادل التواريخ الهجرية الشمسية من التاريخ الميلادي.

7.     لا حاجة للأرقام في العناوين الفرعية، وتُستعمل الأرقام للتعداد أو التفريع من أصل متعدد. ما هو الداعي لتلك الأرقام، وهل هناك كلٌّ تتفرّع عنه؟

8.     يجب أن تكون النتائج جديدة غير مكررة مطروقة في الكتب والبحوث الأخرى.

9.      يجب أن تأتي النتائج من خلال إطار نظري واضح المعالم وقد قام البحث بإثباتها، لا أنه قام بتكرار البديهيات والمسلّمات.

10.       الإحالات المباشرة هي كالقرآن؛ لا يجوز التلاعب بها، بينما تكون الإحالات غير المباشرة كالحديث القدسي؛ معناه من المصدر ولفظه من الباحث. يجب أن تكون الإحالات أدلة وشواهد على صحة استنتاجاتنا وتحليلاتنا، لا أن تكون سياقاً لكلامنا أو بديلاً عنه!

11.       المفروض أن يكون تحليل الباحث جهدا بذله هو لا أن يكون منقولا.

12.       الملخص يجب أن يحتوي ثلاثة عناصر، كي يكون صورة مصغرة للبحث، هي: التعريف بالموضوع، وأهم مفاصل البحث، وأهم النتائج.

13.       يجب أن تحوي المقدمة ستة عناصر، هي: التمهيد، وأهمية البحث وضرورته، وهدفه، ومنهجه، وسابقته، والأسئلة والفرضيات.

14.       يجب على الباحثين الالتزام بالأمانة العلمية في الإحالات غير المباشرة.

15.       ليس في البحث خاتمة، بل هناك نتيجة أو نتائج توصّل إليها الباحث بجهده.

16.       رقم الإحالة لا يكون بعد النقطة، لأنّ النقطة نهاية كل شيء، ولأنّ الإحالة من الممكن أن تكون أقل أو أكثر من جملة، ولكن ضمن كلام للباحث.

17.       كيف نتأكد من صحة كتابة الهمزة قطعاً أو وصلاً؟ الجواب هو أن نقوم بمراجعة مواضع كتابة همزة الوصل والقطع. ولكن هناك طريقة أسهل تتلخص في إرجاع الكلمة إلى الفعل الماضي ووضع واو قبل الفعل ثم قراءته فإن كان مستساغاً أو منسجماً مع ما تعلمناه من قبل وكان للكلمة معناها الذي لا يلتبس بغيرها فبها، وإلا نبدل همزته ونعيد القراءة ثم نقرر.

18.  عندما ترد عبارة (كما أشرنا سابقاً) يتطلب منا الإشارة إلى مكان الإحالة في الهامش.

بقلم الدكتور شاكر العامري