سيد شعراء الحب العذري .....
سيد شعراء الحب العذري .....
هذا فصل في الحب ، فلا تقولوا يا عجبا!! شيخ وقاض ويتكلم في الحب..وما الأدب كله وما الشعر إن لم يكن كلاما في الحب ..ومن حرم على المشايخ القول في الحب ، وهم كانوا الأئمة في كل شيء وكان من كبارهم ثلاثة ألفوا فيه كتبا لم يؤلف مثلها ، علموا فيه الناس أفانين الهوى ، ولقنوا أصول العشق كبار العاشقين وهم ابن القيم وابن حزم وابن داود ثلاثة من جبال العلم وأعلام الإسلام...
ومن كبار الفقهاء من كان من شعراء الغزل الكبار ، ولقد جمعت مرة في الرسالة طرائف من غزل الفقهاء (العدد 644 في 25 مارس 1946 والذي بعده وهو في كتابي فكر ومباحث) طرائف من غزل الفقهاء يؤمن من يؤمها أن التزمت والتوقر لم يكن دائما سمت العلماء ، وأن من علمائنا من كانو هم أرباب الظرف وكانوا هم أصحاب القلوب ...
ومالي أذهب في الاحتجاج بعيد المذاهب وهذا الشاعر الذي جئت احدثكم حديثه كان من أئمة الدين وكتن من قضاة المظالم وكان نقيب الأشراف وكان إمام الحج وكان مع ذلك شاعرا بل اعظم الحب العذري في أدب العرب بل سأقولها ولا أبالي ...كان أعظم شاعر في الدنيا ..هتف للجمال وغنى للحب وصور نوازع النفس وصبوات العقل ولعات الهوى ولذات الوصال ولقد قرأت أكثر اشعار لامارتين وموسه وبيرون وغوته فما وجدت فيهم من قال في هذه المعاني أدق ولا أرق ولا احلى ولا أشرف مما قال شاعرنا....
وما أنكر عليه أهل زمانه ما تنكرونه اليوم ، ما أنكروا عليه أن جعل من الموسم الأكبر (هذا كلام قلته وأنا أنكره اليوم ولا أقر الشريف ولا ابن ابي ربيعة من قبله ولا أقر أحدا أن يجعل من موسم للعبادة موسما للأدب ومعرضا للجمال غفر الله لي ولهم) موسما للقلوب الهائمة والأبصار الشاردة وأنه قرأ قصائد الجمال مكتوبة في وجنات العذارى بكل لغات الأرض وقال فيها أربعين قصيدة هي الحجازيات التي دان بها الأدب العربي والتي لو ترجمها إلى الفرنسية أو الإنجليزية ، بليغ في ذلك اللسان لفتنت الفرنسين والانجليز أضعاف ما فتنهم شعر الخيام ....وأين الخيام من الشريف....؟
وأنا أعجب والله كيف استطاع أن يصرح بما لو لمح إليه شيخ من مشايخ هذه الايام لما تركوه يستطيع المشي في الأسواق؟
لقد عرفت السبب ...
غنهم وثقوا أنه كان من الشعراء الذين يقولون مالا يفعلون ، وأن دينه وعفافه كان في مكان لا ترقى إليه الشبهات وأنه لم يكن يعشق امرأة كما يفهم شباب اليوم من العشق :يراها فيرضاها ثم يتبعها فيهواها ثم يتخذها زوجا بلا زواج ، كلا ، ولقد كان الشريف شريفا حقا ، وكان زوجا اخلص زوج ، وكان أبا خير أب وكان سيد مرموقا ولو علم الناس أنه واقع بعض ما يقول لأوقعوا به ، ولكنهم علموا انه ما كان عاشقا شاعرا بل كان شاعرا عاشقا وما اتخذ الشعر حرفة يستجدي بها الأكف ولكن كان عند نفسه وعند الناس أكبر من ذلك ....
ومالي يا لمياء بالشعر طائل ... سوى أن أشعاري عليك نسيب
ولكنه كان يعشق العشق ويحب الحب إن كان هذا التعبير مني صحيحا ومفهوما ، وما هذه المواطن التي يرددها الشريف إلا حجب يخفي وراءها نوازع قلبه الهائم ومطارح حبه التائه وإن كانت كحجاب النساء هذه الأيام يخفي المعايب ويجمل بالوهم غير ذات الجمال..
لم تكن هذه المواطن أكثر من صحاري مقفرات ، ولكن لمسة من يد الشاعر العبقري تجعل الصحاري جنات وارفات الظل فاتنات المسارب هادرات السواقي وتحيلها عالما مسحورا كأنه جنة عبقر التي يتحدث عنها العرب.
وأتن تسمع اليوم أسماء بلودان وفالوغا ونبع الصفا والقناطر الخيرية وراوندوز وكشمير وماشئت من مرابع الخيال ومواقع الأحلام فلا تحس لهذه الأسماء برجفة في قلبك ولا بوثبة في خيالك كالذي تحسه وأنت تسمه أسماء تلك الفلوات :البان والعلم ، والخيف ومن وسلع والمصلى حيث يهتف بها الشريف...
يتبع،،
هذا فصل في الحب ، فلا تقولوا يا عجبا!! شيخ وقاض ويتكلم في الحب..وما الأدب كله وما الشعر إن لم يكن كلاما في الحب ..ومن حرم على المشايخ القول في الحب ، وهم كانوا الأئمة في كل شيء وكان من كبارهم ثلاثة ألفوا فيه كتبا لم يؤلف مثلها ، علموا فيه الناس أفانين الهوى ، ولقنوا أصول العشق كبار العاشقين وهم ابن القيم وابن حزم وابن داود ثلاثة من جبال العلم وأعلام الإسلام...
ومن كبار الفقهاء من كان من شعراء الغزل الكبار ، ولقد جمعت مرة في الرسالة طرائف من غزل الفقهاء (العدد 644 في 25 مارس 1946 والذي بعده وهو في كتابي فكر ومباحث) طرائف من غزل الفقهاء يؤمن من يؤمها أن التزمت والتوقر لم يكن دائما سمت العلماء ، وأن من علمائنا من كانو هم أرباب الظرف وكانوا هم أصحاب القلوب ...
ومالي أذهب في الاحتجاج بعيد المذاهب وهذا الشاعر الذي جئت احدثكم حديثه كان من أئمة الدين وكتن من قضاة المظالم وكان نقيب الأشراف وكان إمام الحج وكان مع ذلك شاعرا بل اعظم الحب العذري في أدب العرب بل سأقولها ولا أبالي ...كان أعظم شاعر في الدنيا ..هتف للجمال وغنى للحب وصور نوازع النفس وصبوات العقل ولعات الهوى ولذات الوصال ولقد قرأت أكثر اشعار لامارتين وموسه وبيرون وغوته فما وجدت فيهم من قال في هذه المعاني أدق ولا أرق ولا احلى ولا أشرف مما قال شاعرنا....
وما أنكر عليه أهل زمانه ما تنكرونه اليوم ، ما أنكروا عليه أن جعل من الموسم الأكبر (هذا كلام قلته وأنا أنكره اليوم ولا أقر الشريف ولا ابن ابي ربيعة من قبله ولا أقر أحدا أن يجعل من موسم للعبادة موسما للأدب ومعرضا للجمال غفر الله لي ولهم) موسما للقلوب الهائمة والأبصار الشاردة وأنه قرأ قصائد الجمال مكتوبة في وجنات العذارى بكل لغات الأرض وقال فيها أربعين قصيدة هي الحجازيات التي دان بها الأدب العربي والتي لو ترجمها إلى الفرنسية أو الإنجليزية ، بليغ في ذلك اللسان لفتنت الفرنسين والانجليز أضعاف ما فتنهم شعر الخيام ....وأين الخيام من الشريف....؟
وأنا أعجب والله كيف استطاع أن يصرح بما لو لمح إليه شيخ من مشايخ هذه الايام لما تركوه يستطيع المشي في الأسواق؟
لقد عرفت السبب ...
غنهم وثقوا أنه كان من الشعراء الذين يقولون مالا يفعلون ، وأن دينه وعفافه كان في مكان لا ترقى إليه الشبهات وأنه لم يكن يعشق امرأة كما يفهم شباب اليوم من العشق :يراها فيرضاها ثم يتبعها فيهواها ثم يتخذها زوجا بلا زواج ، كلا ، ولقد كان الشريف شريفا حقا ، وكان زوجا اخلص زوج ، وكان أبا خير أب وكان سيد مرموقا ولو علم الناس أنه واقع بعض ما يقول لأوقعوا به ، ولكنهم علموا انه ما كان عاشقا شاعرا بل كان شاعرا عاشقا وما اتخذ الشعر حرفة يستجدي بها الأكف ولكن كان عند نفسه وعند الناس أكبر من ذلك ....
ومالي يا لمياء بالشعر طائل ... سوى أن أشعاري عليك نسيب
ولكنه كان يعشق العشق ويحب الحب إن كان هذا التعبير مني صحيحا ومفهوما ، وما هذه المواطن التي يرددها الشريف إلا حجب يخفي وراءها نوازع قلبه الهائم ومطارح حبه التائه وإن كانت كحجاب النساء هذه الأيام يخفي المعايب ويجمل بالوهم غير ذات الجمال..
لم تكن هذه المواطن أكثر من صحاري مقفرات ، ولكن لمسة من يد الشاعر العبقري تجعل الصحاري جنات وارفات الظل فاتنات المسارب هادرات السواقي وتحيلها عالما مسحورا كأنه جنة عبقر التي يتحدث عنها العرب.
وأتن تسمع اليوم أسماء بلودان وفالوغا ونبع الصفا والقناطر الخيرية وراوندوز وكشمير وماشئت من مرابع الخيال ومواقع الأحلام فلا تحس لهذه الأسماء برجفة في قلبك ولا بوثبة في خيالك كالذي تحسه وأنت تسمه أسماء تلك الفلوات :البان والعلم ، والخيف ومن وسلع والمصلى حيث يهتف بها الشريف...
يتبع،،
+ نوشته شده در ۱۳۸۸/۰۲/۰۸ ساعت 12:5 توسط دكتر علي ضيغمي
|