المشاكلة .. عرض ونقد
عرض الدكتور قلقيلة المشاكلة عرضا كان له فيها وجهة نظر تفيد أنها استعارة مكانها علم البيان، ومثل لها بأمثلة تبتعد عن الأمثلة المختلف فيها، وأجراها و...لذا سيتم الاعتماد على ما أورده في كتابه "البلاغة الاصطلاحية" حولها.
وسينتظم الحديث عنها وفق المحاور التالية:
أولا: التعريف: المشاكلة هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته؛ فهي مجاز لغوي علاقته المشابهة.
ثانيا: الماهية والطبيعة: تندرج المشاكلة ضمن المحسنات المعنوية، لكن الدكتور قلقيلة يرفض ذلك ويلحقها اتساعا بالمحسنات اللفظية إن لم يتم إلحاقها بعلم البيان؛ لأنها استعارة كما صرح محمد الجرجاني قائلا في ختامها: والباب كله استعارة لقصد المشاكلة لا للمبالغة، ولذلك ليست من مسائل البيان.
ثالثا: نوعاها: تنقسم المشاكلة إلى:
1- مشاكلة تحقيقية
وهي التي يقع فيها اللفظ على غير ما هو له مع وجود قرينة لفظية تمنع اللبس تتمثل في:
أ-معمول اللفظ الذي تمت به المشاكلة، مثل:
- قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه = = قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
حيث أقام "اطبخوا لي" مقام "خياطة الثوب" بقرينة المعمول "جبة وقميصا" على سبيل الاستعارة التصريحية أو المكنية قصدا على المشاكلة بين ما يخاط وما يطبخ.
- من مبلغ أفناء يعرب كلها = = أني بنيت الجار قبل الدار
حيث أقام "بنيت الجار" مقام "انتقيت الجار أو اخترته" بقرينة المعمول "الجار" على سبيل الاستعارة التصريحية او التبعية، قصدا على المشاكلة بين ما يختار وما يبنى.
- سرق العيد كأن الـ = = عيد أموال اليتامى
حيث أقام "سرق العيد" مقام "جحد رؤية هلال العيد وأنكرها" بقرينة المعمول "العيد" على سبيل الاستعارة التصريحية أو المكنية قصدا إلى المشاكلة بين ما ينكر وما يسرق.
ب- العامل، مثل:
- "تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك"
حيث أقام "ما نفسك" مقام "ما عندك أو ما في علمك" بقرينة العامل "تعلم، ولا أعلم" على سبيل الاستعارة التصريحية أو المكنية قصدا إلى المشاكلة.
- "وجزاء سيئة سيئة مثلها"
حيث أقام "سيئة" الثانية مقام "عقوبة" على سبيل الاستعارة التصريحية أو المكنية قصدا على المشاكلة.
2- المشاكلة التقديرية
وهي التي يقع فيها اللفظ على ما هو له لكننا نقدره بلفظ آخر للمشاكلة مع وجود قرينة حالية تمنع اللبس، مثل:
-إن الولاية لا تدوم لواحد = = إن كنت تنكره فأين الأول
واغرس من الفعل الجميل غرائسا = = فإذا عزلت فإنها لا تعزل
حيث أقام "اغرس" مقام "افعل أو اصنع" بقرينة حالية هي قيام الأمير المخاطب بغرس غرس حول المسجد.
-"صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ"
حيث أقام "صبغة الله / الصبغ" مقام "تطهير الله بالإيمان/ التطهير" ليشاكل صبغ النصارى الذين يغمسون أولادهم في ماء أصفر يقال له: المعمودية تطهيرا لهم، والقرينة حالية هي سبب نزول الآيات 136 – 138 من سورة البقرة.