عموما لا أرى أن المتنبي كان يملك من السلطة ما يحجب به الشعراء عن سيف الدولة ولا عن غيره

ولا أخالفك في أنه في شعره كان مداحا كثير المدح ، كثير الفخر بنفسه ، معتدا بها رافعا لها إلى علالي الرتب لا شك في ذلك ، كما أنه مما لاشك فيه أن الرجل رغم ما ذكرت عنه استطاع أن يختزل هذه الأغراض المناسباتية إن صح التعبير في جانب من جوانب الإبداع الشعري عنده ، ولذلك فالذي يعيب أخلاقيا على المتنبي طمعه ويدلل على ذلك بقصيدته السائرة مسار المثل مثلا
بأبي الشموس الجانحات غواربا اللابسات من الحرير جلاببا
المنهبات عقولنا وقلوبنا وجناتهن الناهبات الناهبا
فلا شك أن سيقف عند روعة النص وانسياق الإبداع والقدرة على تطويع الألفاظ ، وسعة الخيال وجمال الصور
ولذلك وليس تصوفا في ذات المتنبي على حد تعبيير بعض أهل النقد أرى أن الرجل
ممن زاد الله في خلقه ولكن في الموهبة الشعرية فإمبراطورية المتنبي لها معاييرها التي سنها المتنبي والتي لايمكن إلاأن تفرض على الكل شيئا من احترامها
التائه

مرحبا بك في رواء البيان وحياك الله وبياك,طرح جميل أيها الأديب المبارك,وإضافة جميلة من الشاعر محمد سالم ولد حمدو.

لا مني أحد الأخوة عندما سألني في وقت مضى هل قرأت ديوان المتنبي فقلت له اطعلت عليه ولم أتمعن فيه,وقد قرأت ديوان البحتري وشوقي وغيرهم كاملا فتعجب!

المتنبي وضع قدمه على منصة شعراء العربية بكل ثقة وجدارة,ولكن اختزال الشنعر بجمالياته في ديوان المتنبي أو غيره خطأ شنيع وظلم كبير وجهل بلغتنا وتاريخ أدبنا.

إنك لتجد في ديوان البحتري جمالا وروعة لا تجدها عند غيره حتى المتنبي,وإنك لتجد من العذوبة عند جرير ما لا تجدها عند غيره وعند زهير وأبي تمام من الحكمة والجزالة والقوة ما ليس عند غيرهما,وهكذا دواليك.

حفظك الله أيها الأديب وننتظر منك الكثير
أخي التائه من الذي زعم أن المتنبي إمبراطور الشعر العربي برمته لتثير القضية أصلاً؟ والسؤال الأهم هل يمكن أن يستحق شاعر هذا اللقب؟ إن المتنبي ليس من شعراء الغزل الرقيقين وليس رومانسياً بأية درجة ولكن سره في خشونته الجميلة وجلالة موسيقاه وشوارد حكمه وهذا كاف للشاعر ليخلد، إن مزية المتنبي أنه عرف موطن إبداعه ولم يتجشم ما لا يوافق طبعه، وليت بعض شعرائنا الذين يترققون في كل شيء يدركون أن للخشونة جمالاً .. إنني أعني الخشونة المهندسة المتناسقة كما كان بيتهوفن في سمفونياته، وكما يتجلى في المعمار الروماني القديم .. المتنبي شاعر ممتاز بيد أنه ذكر يكتب شعراً ذكراً (وكل ميسر لما خلق له )