أين المشبه ، والمشبه به ، ووجه الشبه في الآيات التالية ؟
أولاً : كلمة اسْتَوَى , والاستواء : القصد إلى الشيء تَوًّا لا يعترضه
شيء آخر . وهو تمثيل لتعلق إرادة الله تعالى بإيجاد السماوات ، كما في
قوله تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ في سورة البقرة ( 29 ) . وربما كان في
قوله : فَقَال لَهَا وللأرض ائتِيَا طَوْعاً أوْ كَرْهاً إشارة إلى
أنه تعالى توجهت إرادته لخلق السماوات والأرض توجهاً واحداً ثم اختلف زَمن
الإِرادة التنجيزي بتحقيق ذلك فتعلقت إرادته تنجيزاً بخلق السماء ثم بخلق
الأرض ، فعبر عن تعلق الإِرادة تنجيزاً لخلق السماء بتوجه الإرادة إلى
السماء ، وذلك التوجه عبر عنه بالاستواء . ويدل لذلك قوله : فَقَالَ
لَهَا وللأرض ائْتِيَا طَوْعاً أوْ كَرْهاً قَالَتَا أتَيْنَا طآئِعِينَ
ففعل ائتيا أمر للتكوين .
ثانياً : جملة فَقَالَ لَهَا ولِلأرْضِ ائتنا طَوْعاً أوْ كَرْهاً
مستعملة تمثيلاً لهيئة تعلق قدرة الله تعالى لتكوين السماء والأرض لعظَمة
خلْقهما بهيئة صدور الأمر من آمر مُطاع للعبد المأذون بالحضور لعمل شاق أن
يقول له : ائت لهذا العمل طوعاً أو كرهاً ، لتوقع إبائهِ من الإِقدام على
ذلك العمل ."
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا
وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ
كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) [ فاطر : 41 ]
" انتقال من نفي أن يكون لشركائهم خلق أو شركة تصرف في الكائنات التي في
السماء والأرض إلى إثبات أنه تعالى هو القيّوم على السماوات والأرض
لتبقَيَا موجودتَيْن فهو الحافظ بقدرته نظام بقائهما . وهذا الإِمساك هو
الذي يعبر عنه في علم الهيئة بنظام الجاذبية بحيث لا يعْتريه خلل .
وعبر عن ذلك الحفظ بالإِمساك على طريقة التمثيل ".