للقدس أرسل أحرفي وكتابي ولها أصوغ تساؤلي وجوابي
وعلى يديها أرتمي فتضمني كالطفل مدفوعاً عن الأبواب
للقدس يحملني حنين مهاجر ويشدني شوق الى أحبابي
والمسجد الاقصى يلملم ادمعي ويعيدني متعلقا بشبابي
يجثوا بعيداً والعدو يسومُه سوء العذاب ويكتوي بعذابي
عتبي على نفسي التي أقعدتها أوآهُ لو ذاقت مرار عتابي
القدس تندبني وتسدل طرفها وهضابها مسلوبة وهضابي
تشكوا لنا شكوى التي قد ضيعت شيم الرجال وعزة الأعراب
أو تشتكي حزن الثكالى عندما كادت لهن مكائد الإرهاب
تبكي وتندب والشقائق أينعت وتلونت وتخضبت بخضابي
ضمأى الى ماء الفرات وأنه مثلي يعاني سطوة الأغراب
أبكيه ما يبكي الحبيب حبيبه وألفه في أذرعي وثيابي
وأضمه حتى تشابك أظلعي بظلوعه وجنابه بجنابي
والسيف والخيل التي ما أُلجمت ظلت تدق سنابكا بترابي
أمست تخمر في المعاقل وجهها متلثمات خشية الإعجاب
مشتاقة والموت يبرق حولها وظهورها مشتاقة لركاب
والقيد أثقل بعضها فاستمكنت من قيدها واسابقت لإياب
والريح تتبعها وتجري خلفها والمسك فاح مخالطا أطيابي
هذا صلاح الدين يعلو صوته والشوق يسبقه الى المحراب
ورجال حق قد بدت راياتهم من اهل بدر عزتي واياب
وأتت الى المسرى جموع طلائع والرمح مختال عن الأعطاب
وسهام ليل لا يخيب رماتها وسيوف حق أغمدت برقاب
والقوم قد قاموا قيام جماعة وتفاخروا بالعلم والانساب
وتقاسموا والله يشهد عهدهم وتبايعوا والمسك في الانخاب
الله اكبر لو محَمَّد بينهم والشيخ فيه قائم بكتاب
والسيف يحمله على أعدائه والقول فيهم غضبة الخطاب
والخيل تجري مسرعات نحوها متسابقات دونما إتعاب
تحمي لظاها إن بدت نيرانها وتزيدها من دونما إغضاب
فيصيح شعري مادحا ومذكراً من دونما شح ولا إطناب
الله أكبر والطلائع أقبلت من خان يونس سادة الأعراب
ومن الخليل تسابقت فتيانها ومن المرابع أشرف الأنساب
القدس تشكوا والرجال تلحفت مثل النساء وقد لبست حجابي
فبكيتُ حزناً والدموع تساقطت فوق الجفون وغلقت ابوابي
 
الشاعر:موفق الجبوری