اللغة العربية في وسائل الإعلام
واللغة دون الإعلام لا يمكنها أن تؤدي رسالتها في انتشار الثقافة والحضارة نحو الأفضل. لإنّ وسائل الاعلام الحديثة المقروءة والمسموعة والمصورة من أقوى المؤثرات في انتشار الثقافة والحضارة. فالإعلام سلاح ذو حدين، فإذا كان بالمستوى المطلوب لغة وأداء، أصبح مدرسة لتعليم اللغة، وهذا يعني أن وسائل الإعلام قادرة على تربية الملكات اللغوية ورعايتها وتنميتها مما ينعكس ايجابا على الإعلام نفسه، أما إذا تردى الإعلام إلى مستوى من الإسفاف، فإن ذلك نذير شؤم على تحوله إلى مستنقع آسن، يوشك أن يطال المجتمع بأسره ولا تسلم اللغة من عواقبه المؤذية.
وامّا اللغة العربية فهي لغة القرآن فقد قال الله تعالى: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)كما اعترف كثير من المستشرقين بأهمية اللغة العربية وتميزها ومن أبرز هؤلاء: العلامة كارل بروكلمان قائلاً: (بفضل القرآن بلغت العربية من الاتساع مدى لا تكاد تعرفه أية لغة أخرى من لغات الدنيا، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها هي اللسان الذي اوجب الله عليهم أن يتعلموه في صلواتهم، وبهذا اكتسبت العربية منذ زمن طويل مكانة رفيعة فاقت جميع لغات الدنيا الأخرى التي تنطق بها شعوب إسلامية) واللغة العربية لغة الثقافة وحضارتنا الاسلامية ولهذا يجب على المسلمين الاهتمام بهذه اللغة مهما اختلفت لغاتهم الأصلية وتباينت قوميّاتهم وألوانهم وبلادهم.
لغة الإعلام وميزاتها
قد يعتقد البعض أن لغة الإعلام لغة تختلف كثيراً عن اللغات الأخرى حيث أنها لغة صورة في المقام الأول، وهذا صحيح، لكن الاعتقاد الخاطئ أن استخدام اللغة العربية الفصحى في هذا الإعلام يعد أمراً صعباً. وللرد على ذلك لابد من توضيح بعض المفاهيم وهي:
1- أن لغة الإعلام هي اللغة التي تخاطب جمهوراً مشتركاً لا يجمع منه أقوى من هذه اللغة الواحدة المشتركة العامة للبلاد العربية.
2- لا تعدو اللهجات أن تكون أدوات ووسائل للتعبير البيئي الضيق.
3- أن لغة الإعلام هي الفصحى السهلة الميسرة في مستواها العملي عن المستويين: العلمي التجريدي، والتذوق الجمالي، وهذا المستوى العملي الفصيح في اللغة يعين الرجل العادي على التزود بالثقافة في مفهومها العام، ويأخذ بيده إلى مجال من الفكر أوسع وأرحب على حد تعبير الدكتور بشير، ولا يسد على المثقف أو العالم طريقه إلى ما ينشده من معرفة أجود وخبرة أعمق.
كما أن اللغة المذاعة مسموعة كانت أم مرئية تتميز بسمات يمكن أن تكون اللغة العربية خير معين لها أكثر من اللغات واللهجات الأخرى وذلك لما تتمتع به من رصيد زاخر.
نحن الإيرنيين نهتمّ باللغة العربية ونسعى في نشر اللغة هذه بمختلف الوسائل، ولنا في ايران وسائل اعلام باللغة العربية منها: القنوات الفضائية كقناة الكوثر وقناة العالم وإذاعة طهران والصحف كصحيفة الوفاق وصحيفة كيهان العربي والمجلات كمجلة الطاهرة ومجلة الهدى والفصليات المنتشرة في الجامعات والمراكز الادبية كفصلية الشيراز والنداء ومواقع كثيرة لمدرسي هذه اللغة في الثانويات واساتذة الجامعات لتعليم اللغة العربية والاقراص المنتجة والكتب المؤلفة والمنتشرة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.