لیتیمـــــة:

(یتیمة الدهر) أو المسماة بـ(القصیدة القاتلة) أو بـ(دعــــد) 

وسبب تسمیتها بالیتیمة لإن قائلها لم یجر على لسانه من الشعر سوى هذه القصیدة، وسبب تسمیتها بالقاتلة لإنها كانت هی سبب قتل صاحبها كما سیأتی، وتسمى القصیدة بـ دعـد لإنها نظمت فی أمیرة أسمها دعـــد وهذه الأمیرة من الیمن. 


قصتهـــــا:
 

كانت هناك أمیرة فی الیمن بارعة الجمال فدعت الشعراء إلى التباری فی مدحها ووصفها وذكر جمالها على أن تتزوج صاحب أجود قصیدة...
 
فنظم هذه القصیدة شاعر یقال له دوقلة المنبجی وبینما هو ذاهب إلى الأمیرة إذ قابلة شاعر آخر ولم تكن قصیدة هذا الشاعر تصل لمستوى الیتیمة لا معنى ولا حبكة ولا لفظا، فقتل صاحب الیتیمة بعد أن سمعها منه وحفظها ثم ذهب إلى الأمیرة لیلقیها بین یدیها لعلها تكون سببا بالفوز بقلبها والزواج منها وهو الهدف المنشود. 
وعندما وصل ألقى القصیدة بین یدی الأمیرة دعد فكانت المفاجأة عندما صرخت الأمیرة: وا بعلاه... وا بعلاه، لقد قتل هذا الرجل زوجی المرتقب.
فتجمع الحرس والحاشیة وأخذوا یتسآلون: مالخبر؟؟ فشرحت لهم أن شاعر القصیدة من تهامة أما ترونه یقول:
إن تتهمی فتهامة وطنی** أوتنجدی إن الهوى نجد
بینما هذا الرجل لیس من تهامة. 
فأمسكوا به وضیقوا علیه الخناق فاعترف بأنه قتل صاحب القصیدة.
هـــل بـالـطـلـول لـسـائــل رد ... أم هـــل لــهــا بـتـكـلـم عــهــد
هـــل بـالـطـلـول لـسـائــل رد ... أم هـــل لــهــا بـتـكـلـم عــهــد




درس الجدیـد جـدیـد معهـدهـا ... فكأنـمـا هـــی ریـطــة جـــرد




من طول ما تبكی الغیوم على ... عرصاتـهـا ویقـهـقـه الـرعــد




فوقـفـت أسألـهـا ولـیـس بـهــا ... إلا الـمـهــا ونـقــانــق ربـــــد




فالـجـد كـنــدة والـبـنـون هـــم ... فـزكـا البـنـون وأنـجـب الـجـد





فلـئـن قـفـوت جـمـیـل فعـلـهـم ... بـذمـیـم فـعـلـی إنـنــی وغــــد




أحمـل إذا حاولـت فــی طـلـب ... فالـجِـد یغـنـی عـنـك لا الـجَـد




وإذا صـبـرت لـجـهـد نـازلــة ... فـكـأنـه مـــا مــســك الـجـهــد




لیـكـن لـدیــك لـسـائـل فـــرج ... إن لــم یـكـن فلیـحـسـن الـــرد




ومضى فی القصیدة




فالوجه مثل الصبح مبیض ... والشعـر مثـل اللیـل مسـوّد





ضدان لما استجمعـا حَسُنـا ... والضد یظهر حسنه الضـد




لهفی على دعد ومـا خُلقـت ... إلا لـفــرط تـلـهـفـی دعــــد




وأخذت القصیدة تصف الأمیرة من رأسها الى أخمص قدمیها وكانت المفاجأه الكبیرة عندما قال 




إن تتهمی فتهامة وطنـی ... أو تنجدی إن الهوى نجد




حیث صاحت الأمیرة عندها وقالت أقتلوا قاتل زوجی ... أقتلوا قاتل زوجی ... فتجمع الحرس حوله وأخذوا یتسألون ما الخبر ؟؟ فشرحت لهم أن كاتب هذه القصیدة من تهامة حسب البیت الأخیر بینما هذا الشخص لیس من تهامه لأن لهجته مختلفة عن لهجة أهل تهامه وعندما ضیّقوا الخناق علیه أعترف وقال لقد صدقت الأمیرة وأنا من قتلت قائلها ولذلك سمیت هذه القصیدة بیتیمة الدهر