قصیدة لشاعر فلسطینی مهداة الی الامام الخمینی
بردة
الإمام
( وتتقاطع الأشجار فیك
)
" إلى الإمامین
الطاهرین : الإمام آیة الله روح الله الخمینی والإمام السید علی الخامنئي
"
عبد ربه محمد
سالم اسلیم
قطاع غزة –
فلسطین
إشارة :
هذا النص مبنی على أس التداخل الحلزونی بین الفواصل والعتبات ، الإشارات منتزعة من عالم العرفان .. تغرف من عوالم الحضرة ! ...
وتقنع الطریق ،
وسار مع الصلاة كالشجر الغریب
أعطى دمه للسحاب ،
وللقصید
وللإشارة
وللبشارة
وللـ ...
تتقاطع الأشجار عند مرقدك
یحلو الحزن ! ...
والتسبیح للقمر
وصلاتك الأشجار
فتدنو السماء
تصیر أقرب من حبل الورید
الأرض تستحم فی خمرك
فی أسمائك الحسنى
فی ...
فتقصف الأفعى كی یصحو العشب ! ...
كی ... ،
ویبزغ القمر ! ...
وجهه خضرة القمر
لحیته ملامح النوار
فی ملامحه خبز طازج ،
هذا النص مبنی على أس التداخل الحلزونی بین الفواصل والعتبات ، الإشارات منتزعة من عالم العرفان .. تغرف من عوالم الحضرة ! ...
( 1
)
وسار مع الصلاة كالشجر الغریب
أعطى دمه للسحاب ،
وللقصید
وللإشارة
وللبشارة
وللـ ...
( 2
)
یحلو الحزن ! ...
والتسبیح للقمر
وصلاتك الأشجار
فتدنو السماء
تصیر أقرب من حبل الورید
الأرض تستحم فی خمرك
فی أسمائك الحسنى
فی ...
فتقصف الأفعى كی یصحو العشب ! ...
كی ... ،
ویبزغ القمر ! ...
( 3
)
لحیته ملامح النوار
فی ملامحه خبز طازج ،
وفی غباره یشرش العسل ! ...
وحین یعرج یجرجر الشمس فی قهوته
وملحه یفتش عن الصباح
فتندلع البشارة
یعبر الأنبیاء إلى أحلامنا
وخبزنا
فیسبح الزیتون ! ...
( 4
)
وغبارك یشعل رائحة الزیتون
بردتك معلقة
ومحراب
وزغرودة كالسیف !
تتقاطع الأقمار عند ابتسامتك
رحیقك
یسعى الأنبیاء إلیك
تتقاطع السموات عند عمامتك
وعبیر نعلیك
تلهث السنابل إلیك
تهز الریح
والفقراء حنطة زندك
فتهز قامتك القمر ! ...
تعدو السماء إلیك
ویسجد السحاب والمطر
والغرقد مطعمك اللذیذ وشهوتك باب خیبر ! ...
( 5
)
وعندما صلى شقشق العشب
وزمزم تحت عمامته
ویقال : أخضر صوته
وابتسامته الخمر
المخدة ! ...
ویقال : عرشت الطیور لغة للحزن فی عینیه
وحمله الزیتون ملحا
ثم عبر !
فرشوا لدمعته السماء
وكانت الأشجار عرشه
والضیاء
والشمس حنطته
والسنابل حقول عمامته
ویقال : زوجت الطیور حزنه لزیتونة لا شرقیة ولا غربیة
وعندما صلوا إلیه
وجدوه دمعة عاشق
وتربة الحسین فؤاده
والأقصى سبابته !
والزیتون نعاله !
ویقال : فقس القمر فی كمه
ویقال : عندما رفع یداه لیقطف السحاب
وجدوا المخاض سنبلة !
ویقال : لبست الأشجار عمامته
وتزوجت العشب
والورود نبضه
والفجر خارطة نعاله
والشوارع مزارع ابتسامته ! ...
ویقال : كفنته الشمس بدموع فاطمة ، ورائحة المهدی ، ومسك العشب ، وزوجته تربة كربلاء والصخرة .. وقلدته سیف علی ! ...
ویقال : لبس المطر قامته العندلیب .. عمامته .. خادع السراب بحرفیة مخضرم .. زغردت الملائكة فی زفافه .. وشیعه البنفسج .. والدموع تغطی وجه الأرض .. سجدت له العین ... خشعت له الجبال .. والسماء آتته وهی طائعة .. والورود جبلته حرابا حسینیة .. وتكحلت به الصبایا .. وحملت الأرض منه ! ...
ویقال : حین حملت منه السماء انطلق نور أضاء البیت الأبیض ، وعثر الورد على اسمه منقوشا على حجارة القدس العتیقة ، وتلونت الأزقة بابتسامته ، وعثر على السم الجمیل الذی كأنه تجرعه تحت أساسات الأقصى ! ...
ویقال : انطلق سرب حمام ملون من بیته فی طهران وحط رحاله فی القدس لحظة عمدته الزغارید .. وهالت علیه المسك الشریف .. تربة الحسین ! ...
ویقال : كل اثنین وخمیس یغشى موائد الله .. فیفطر ، ویطمئن على صحة الشهداء ، ویمسح دموع الأیتام والأرامل ! ...
ویقال : كل جمعة یتیمة ینزل عند صلاة العصر وهو ساجد فتعرض علیه صحائف الأشجار وكتاب القمر وكشاكیل أحوال العشب والزهر ، فیرسم منازل القمر وهو یتناول عشائه الأخیر .. فیقرر شكل السموات ومواضع النبع وبوصلة الریاح الموسمیة ! ...
ویقال : إنه یعود كل صلاة
الزهر كلتا یداه
والمطر قامته
عمامته
وبراكین الشمس نعلاه
ورائحة الیاسمین ابتسامته
و ...
ویقال ،
ویقال ...
...........
( 6
)
فیجئ الانتظار طابورا من الشهداء
والأشجار
والسموات التی تحاصر الصحراء
والقصائد التی تفخخها الریاح
والشوق إلى الغیوم البعل
یا شجرا یأتی بردة للأنبیاء
والخیول التی تلتهم الصدأ
والعشب الذی ینمو فی الشقوق
اقترب إلیك
إلیك
إلـ ...
أدوس الریاح الغربیة
أرفض الشوارع الجانبیة !
حتى یمتلئ الوعد بخیولك
بتسبیحك
بابتسامتك
بـ ...
وأنهارك التی تطارد شكل موتی الیومی
فأعلم أن النبوءة
لا تقرأ إلا فی صحف دمعتك
صلاة اسمها الوطن !
ومحرابا اسمه الحسین !
ودمعة فاطم !
وسیف صهرك ! ...
( 7
)
سیان كسر فی السبابة
أو خدش فی حبل المسبحة
أو عرج فی السجادة
أو رضة فی القمر
أو طعنة فی جسم المطر
أو شرخ فی الجمجمة
أو كسر فی القلب
أو ...
أو ...
فالنبی العسل أنت
والرسول الفارس أنت
وأنت الأعلى ! ...
أنت أطهر ما یكون
وأنت أقوى ما یكون
وأنت أجمل ما یكون ...
ما یكون ،
وما یكون
لا یكون إلا ما تكون ! ...
كل العواصم بهذه اللحظات غارقة بأحلام الیاسمین
فلا مفر !
الشمس تقبع فی كسرة الخبز الجافر
فلا مفر
وصحوة الأشجار متخمة بالسحاب
فلا مفر
وصلاة ربیع العشب تشرشر بالعسل
فلا مفر
فهذی الساحات تفرز غیومها الملح
وأقمارها البیضاء
وسجاجیدها التراب
فلا مفر
والعشب یمشی فی الطرقات كالمحراب
فلا مفر
والأشجار تسعى إلى الشمس كالأنبیاء
فلا مفر
لا مفر ولا مفر
فالسحاب صدیقك الملائكی
والشمس زادك الیومی
القمر رداؤك الكونی
فالریاح هی الریاح
والصلاة هی الصلاة
الیاسمین یغمر ركبتیك
منكبیك
و ...
والبحار حدود نعلیك
فالطوفان شجرك الخفی !
والرب یشرب خمرك !
( ویسقی ربه خمرا )
یعرج متخما بالصیام !
والأفعى تحاول أن تعقر سحابك
والسحاب ملء فمه
یمینه
معراجك !
فأراك كالهدهد تشرب خمر الیاسمین
هی السنین العجاف تراودك
السنبلات الخضر رؤاك
لا تتعجل السماء
ولا السحاب
فالكون بساطك الأخضر
رداؤك الأبیض
ملحك الحلو
العسل !
فلا مفر
للحزن إیقاع الفرح
كالملح یشرشر فی صوتك الأخضر
فتراودك الشمس على أحلام من ماتوا ! ،
ومن عبروا
ومن ...
ما أصبرك
ما أقدسك
وصرخت فی حزن بهم .. من أجلهم ! ،
والطوفان یذبل
یحترق !
یغرق ! ..
یختنق ! ..
حین انتفضت وجنتاك شجرا
ولهبا
ولحیتك سماء مكفهرة !
ضوؤك یحاصر المخاض
فالتقیك مئذنة
ابتسامتها العشب الفضی
فلا مفر
فلا مفر
عامتك باب الحضارة
وعرسی الإشارة
الصلاة تكبر كالشمس
وتمنح قهوتك الجمیلة للقمح المحتمل
وللقمر المحتمل
وللعسل المحتمل
وللـ ... المحتمل
فتتقاطع الشمس والأقمار عند عمامتك
عند مواضع مسك قدمیك
فیتلصص الشیطان الأفعى
یفتش عن صنارة
والله یكبر ویملأ الحارة
الشمس تكبر فی الشقوق
وتملأ الشطرنج
والحضرة الشرارة ! ...
یا فارس الأفق الجمیل
هی كبوة فانهض ، وأكتب ما یكون
وقرر ما تكون !
وما نكون !
وما تكون السماء ! ...
فالأفعى أوحت للریاح المخملیة أن تخون
القمر كاد أن ینشق !
والقمر المخملی أضحى أطلال المنازل
شیطان العیون ، وریاح الیاسمین ! ..
قالوا : مات ،
ولم تمت !
فخرجت – بعون الله – أنقى
أتقى
أحلى ! ،
والقمر ما زاغ
وما طغى !
أصبحت فی شرف الأئمة
أعلى من السماء !
أعلى ...
وأعلى ...
و ...
والفقراء صرختك الندیة
" الوعد " جاء .. والبحر انحسر !
فالقمر لا ییأس ، وإن عاد البحر المالح
فذی كبوة أخرى ، وكم یكبو الجواد ؟!
فنهضت كالبرق الأجمل !
فأنت .. أنت المنتصر
عالج البحر
واستمر
فالله – جل الله – هو القهار !
عالج الشمس الموبوءة
واستمر
احمل هدوءك
فالله – عز الله – شاء أن تقهر حصارك
وأن تمتطی البراق !
وأن ...
فكم سهروا ، ونمت ملء جفونك
تحرس القمر
والأشجار
والشمس الندیة !
ولغتك المعراج
والأقصى ! ...
( 8
)
وأكتب بحروف شذا دموعك
بأن الغد أجمل
والموت للأوغاد
للشیطان
للـ ...
ما أحلمك ..
ما أجملك ...
ما أطهرك ...
ما ...
( 9
)
انتبه !
الأرض اشتاقت للقمر
والسماء للخبز
والشمس للمطر
فارتجت الریاح عانسة
عابسة ،
واختلج البحر !
الأب أبی
والأم أمی
والكواكب أخوتی
والنجوم
والشموس تیجان عمامتك
فالأنبیاء أشجارك ! ،
والخیول خطواتك المثلى
فطفقت أبحث عن حنان القدس العتیقة فیك ،
والأرض حبلى
والأزقة مقبلة !
والسماء كرة ثلج ملتهبة ! ..
فكل الأنبیاء لهم نفس الحصار
نفس المسار
نفس الأشجار النیرة
نفس الابتسامات البتول
والجراح المطمئنة !
حتى الصباح أحمل عمامتك
وأسعى بین كربلاء والأقصى
تزرع قبلتك على ثغر الصدى
ثغر الزیتون
وثغری الصوفی
والخلوف !
واستمر
إنها الشهادة
والوحی عالمك الشجر
عالج غبارك
واستمر
لا وقت للموت أو للنوم
أو ...
( قد سمع الله قول الذی یجادلك فی الشمس
والقمر طوع بنانك ،
نعالك الریح
وأحلام الیاسمین ابتسامتك المثخنة بالمطر
وخیوط الشمس الفصحى ! )
ألمس مرقدك – بعون الله – تصفو ألوان العلم
سیان كبوة الریح أو انتفاضة البحر المخملی
أو السم الجمیل !
فالفارس النبی أنت
هم الموتى
هم الجبناء
والقتلى
هم الجوعى
هم الأغبیاء
والحمقى
وأنت صهوة الأنبیاء
وطهارة الأشجار
عالج غیومك
واستمر
واسری بنا نحو السماء
وعرج على الأقصى
فالله هو الذی سماك بابا من دون الشجر
یا فارس الأنبیاء
فالله شاء أن تكون كما تشاء
یا فارس الفقراء
اشرب قدحك للمرة الملیون
للملیار
للـ ...
فأنت .. أنت الأقصى
ومسرانا
عالج غبارك
واستمر
كل السموات ملك یمینك
فكم اتحدت مع السحاب
مع النوارس
والزیتون
والأرض المباركة
أیقنت أنك عرش الله
والآخرون یموتون بغیظهم
( قل : موتوا بغیظكم )
فلمحت السماء لطهرك ساجدة
والكواكب والنجوم
والریاح
راودوك على الفصاحة .. فصرخت :" حی على خیر العمل "
فألقوك فی " جب " النفط
والدولار !
وسلة العملات !
أصبحت فی شرف الأنبیاء !
هیا إذن لملم سحابك
حبات مسبحتك ،
ودموعك الزهراء
واستمر
واعبر أزقة القدس بشائر الوعد
حاصروك ،
وحاصروك ..
حاصروا شمسك البتول
والقمر عمامتك الرسول
المطر نعالك
والریاح سقف خطاك ! ...
***
***
وأنت جائع ! ...
( 10
)
وتطهر البحر !
والریاح من اللصوص وسماسرة الصیام !
وتسیر عبر أزقة القدس العتیقة تبشر بالضوء
والسحاب ،
والقیام
والریاح الخضراء
وتذبح الأفعى على امتداد اللیل والنهار ! ...
والأشجار تحتضنك
والصلاة
ودموع الزهراء ! ...
6 / 2 / 2011م
+ نوشته شده در ۱۳۹۰/۱۱/۲۵ ساعت 21:27 توسط دكتر علي ضيغمي
|