بعد معاناة من مرض عضال توفيت عصر اول امس الأديبة الكبيرة سيمين دانشور أقدم و أشهر روائية ايرانية. وتعتبر سيمين من رواد النثر الفارسي حيث ذاع صيتها برواية (بوح النواح ) والتي يعكف المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب في دولة الكويت على تعريبها بعد ان ترجمت الى ۱۷ لغة عالمية. و قد تلقت الأوساط الثقافيةالايرانية النبأ بحزن بالغ حيث سوف يشيع جثمانها یوم الأحد و تدفن بجوار زوجها المفكر و الأديب الراحل جلال آل احمد.

وتعتبر رواية " بوح النواح " من روائع الأدب الروائي الايراني في القرن العشرين وتدور أحداث الرواية في اربعينات القرن الماضي وتتزامن مع الاحتلال البريطاني لمناطق من ايران واستقرار القوات العسكرية البريطانية في مدينة شيراز التي عانت من انتشار الأوبئة والمجاعة اضافة الى تبعات الاحتلال العسكري.

زري هي الشخصية الرئيسية في الرواية، إمراة متعلمة تبذل كل جهودها للحفاظ على عائلتها باعتبارها وطنها الأول وذلك في ظروف صعبة للغاية. كما تقدم دعما كبيرا لزوجها الاقطاعي يوسف لمقاومة الضغوط التي يواجهها من قبل السلطة الحاكمة والقوات المحتلة..

تتألف الرواية من ۲۳ فصلا وتتحدث بلغة نسوية أي زري، المرأة الشابة التي لم تبلغ الثلاثين من العمر وهي أم لثلاثة أطفال، توأم من الاناث باسم مينا ومرجان وطفل في الثانية عشرة من العمر يدعى خسرو، وزوجة تساعد زوجها على مقاومة الضغوط التي يتعرض لها بسبب عدم مسايرة سياسة السلطات المحتلة الاستغلالية، يقتل يوسف بضربة فأس ينفذها مجهول وتضطر زري لدفنه ليلا بحضور ابنائها وخادمها بعد أن تحولت مراسيم تشييع جنازته لمظاهرة صاخبة ضد السلطات المحتلة والى اصطدام عنيف بين المشيعين و المتظاهرين من جهة وبين رجال السلطة و المرتزقة من جهة اخرى..

وتعتبر هذه الرواية من أهم الروايات الاجتماعية السياسية في ايران وتم اقتباس اجزاء منها في الكتب المدرسية بعد الثورة الاسلامية حيث كان طبعها و توزيعها ممنوعا في عهد شاه ايران.

أما الروائية الفقيدة سيمين دانشور فقد ولدت بمدينة شيراز عام ۱۹۲۱، ونالت شهادة الدكتوراة من جامعة طهران في الأدب الفارسي، عملت في الصحافة وأستاذة في كلية الاداب والعلوم الانسانية في جامعة طهران،و اضافة الى نشر أعمالها القصصية في المجلات الأدبية المرموقة مثل "سخن" و"ألف باء " فقد ترجمت نصوصا أدبية لأنطون تشيخوف وارتور شنيتزلر ووليم سارو يانوالبيرتو مورافيا واسماء أخرى.

في أعمالها الروائية والقصصية تهتم دانشور بقضايا المرأة الايرانية وكانت حتى آخر ايام حياتها من المدافعات عن حقوق المرأة وتطلعاتها..

مدينة مثل الفردوس، على من ألقي التحية؟، وجزيرة التيه عنوان أعمالها الروائية والقصصية اضافة الى كتاب (غروب جلال) الذي يروي جوانب من حياة وافكار زوجها الروائي والقاص المعروف جلال آل أحمد.