مقابلة مع الدكتور حريرچي
بادي ذي بدء نهنّئكم بمناسبة تكريمكم كأحد الأعلام البارزة في المجال العلمي والأدبيّ.
كنّا نود أن نسئلك عن حياتك الشخصية لكننا رأينا أن هذا السؤال مكرّر لذلك ارتأينا أن يكون محور الحديث هو مناهجنا التعليمية في اللغة العربية في المدارس والجامعات الإيرانية .
س- أتری سياق التعليم في فرع اللغة العربية يجري مجراها الصحيح ؟
ج - لا
س- ماهو اقتراحكم لنا لتقدم أسلوب التعليم والتعلّم ؟
ج- من حسن الحظ أن اللغة العربية ارتفع مستواها بعد الثورة الإسلامية المباركة . لكن مستواها في مدارسنا الثانوية لا يليق بتلاميذنا فلابدّ أن نغيّر منهج التعليم لللغة العربية في مدارسنا الثانوية تغييراً عميقاً تغييراً جذرياً .
إن قائد الثورة ألقی قبل خمس سنوات محاضرة قيّمة حول اللغة العربية وما ينفع اللغة العربية و تلاميذنا الثانوية .
ولكن مع الأسف إن هذه الكتب التي تدوّنت بعد محاضرته لا تقضي حوائج التلاميذ في هذا الأثناء هذه الكتب أصلاً ضعيفة من حيث هذا الغرض والأخری أنها لابد أن تقضي حوائجنا الدينية . و إن برمج قائد الثورة للغة العربية في مدارسنا الثانوية برامجاً تليق بطلابنا و تنفعهم ولكن مع الأسف حتی الآن لم تنفّذ إلا في بعض الجوانب .
ان هذه اللغة تنحصر في كتبنا بالقضايا الدينيية والتعرف عليها أمر جيّد ولكن كما تعلمون أن لهذه اللغة دوراً فسيحاً عجيباً في الأدب العالمي . كان من المقدر أن نغير البرامج في جامعتنا تغييراً عميقاً بحيث أن اللغة العربية لابد أن ينقسم إلی أقسام .
مثلاً لابد أن منهج تعليم اللغة العربية في ليسانس يقسم بالأدب الحديث أو بقسم الترجمة ولكن الترجمة الحديثة . و إن ترجمة الكتب القديمة أمر جيّد ولكن لابد لنا أن نخص قسماً للترجمة الحديثة أو القديمة و إن شاء ا... نغيره الآن . إن قسم اللغة العربية قد اشتغل بهذا . و إنني فتحت بدوري قسماً للترجمه في مرحلة الماجستير في جامعة التعليم العالي بقم و إننا هناك حسب ما اطلعتُ عليه خصصنا الآن برنامجاً للأدب العربي القديم قسم للتخصيص في الصرف والنحو و أيضاً بالبيان والبديع . ويجب أن يحاول هذه البرامج أولاً في مرحلة الليسانس وبعد ذلك في المراحل القادمة . و حتی نريد أن نفتح قسماً للأدب المقارن في ليسانس ؛ الآن أحسسنا بأن البرامج التي أجريت لاتنفع الطلاب و يجب أن نفعل كثيراً.
س- أجل يا أستاذ بعد كلماتك الطيبة والمفيدة هذه للمنهج التعليمي تكلّم لنا بعض الشي عن نفسك وقل لنا ما حدث لك و أنت اخترتَ هذا الفرع و تعلم المحادثة يعني ما الدافع ؟ تفضّل...
ج- نعم إن الدافع الشخصي بعثني أن أختار هذه اللغة . و الذين كانوا يدرّسونني ماكانوا يهتمّون بالمحادثة لكن أنا كنت مشتاقاً شديد الاشتياق باللغة العربية وتعلّمت الحديث بهذه اللغة بنفسي ؛ لابد لنا أن نشجّع طلابنا بتعليم هذه اللغة بشرط أن يكون هناك منهج صحيح .
إن الطالب الذي يدرس سنتَين في فرانسة أو الصين يستطيع أن يتحدّث أحسن من طلابنا . ما سبب هذا الأمر؟ لأن هناك برامجاً صحيحاً و أيضاً الطالب الذي يلتحق بهذا الفرع في بلاد الغرب في أي مرحلة أو ما كان له اشتياق وحب كثير لايسمح له بأن يختار هذا الفرع . يعني إذا ما كانت هذا الاشتياق والحب ولو عندنا أساتذة يبذلون كل ما لديهم من الجهود لانصل إلی الاهداف التي نريدها .
س- أجل يا أستاذ ما هي الأسباب التي أدت بكم إلی الرقي بهذا المستوی بعد دخولكم في هذا المجال؟
ج- كما قلتُ أولأ و قبل كل شيء هناك حبي الكثير وقرأت دورة كاملة من الصرف والنحو من كتاب مبادي العربية في المجلد الرابع ثم بدأت بالنصوص الأدبية المعاصرة ثم كنت أقرأ قصص عديدة من كتاب كليلة ودمنه ثم أجب علی الأسئلة التي عيّنتها من هذه الروايات و أكرّرها حتی أثناء الطريق بهذا أنهيت المرحلة الثانوية . وعلاوة علی هذا أن اللغة العربية لاتدرس حتی بهذا المنهج الجديد و لكن الاهتمام بها كان أقوی من الآن في جامعة طهران . كان هناك كبار الأساتذة كالأستاذ بديع الزمان فروزان فر كالعلامة جلال الدين همايي وغيرهما من الذين يتقنون اللغة العربية . وأيضاً إنني خلال أربعين سنة و أكثر من عمري أستيقظ من نومي رأس الساعة الثانية في منتصف الليل و أطالع الكتب القديمة وحتی المصطلحات الحديثة في الجرائد والصحف والمجلات حتی الصباح يعني فقط خمس ساعات أنام في الليل .
س- أستاذ هل راضون من وضعكم العلمي وماذا لديكم من الطموحات؟
ج- الإنسان إذا أراد كل لحظة علمه فلابد أن يزداد كثيرأ إنني كنت راضيأ عندما حصلت درجات والمكانة العلمية العالية ولكن من حيث إنني جاهل و ا... أرغب أن أزيد علمي .لست راضيأ عن منزلتي في العلم يعني لو كان مجال لي لدرست أحسن و أكثر من هذا.
س- يا أستاذ في نهاية هذا اللقاء مرة ثانية نهنّئكم بسب اأن حضرتكم أصبحتم من الوجوه الخالدة إذا كانت هناك كلمة أخيرة أن توجها إلی الطلاب ؟
ج - شكرا ً لكم . يعني أنا لستُ موهلاً لهذا العنوان اعتبرها من فضل ا... و هذا يجعل واجبي صعباً في اللغة العربية. أولاً لابد لي أن أطالع أكثر ثانياً أن أقدم أكثر . أنا أقل أن أوصي الطلاب الاعزّاء غير أنني أوصيهم أن يدرسوا هذه اللغة بالاشتياق والحب . إذا أحدٌ ليس لديه الحب ينبغي أن يترك هذا الفرع . هذه اللغة لها قيمةكبيرة في العالم.
شكراًلكم في الختام يعني إننا في هذا اللقاء فهمنا و وصلنا بهذه الجملة الجميلة من جبران خليل جبران حيت يقول:
« إن الحياة أضعف من الموت و الموت أضعف من الأمل.»
أجری المقابلة السيد موسی عربي .