الأدب

          نَم عنِ البعیرِ بعیدا          عِش مرتاح البال رغیدا                       

الناس في مهب العواصف الشدیدة والریاح السامة                                    

تهزهم ویهزون الآخرین

كمسمار یُدق ویشقُ الآخرین

ومنهم من یشرب من مستنقع الحسد

وقد تراه جعل روحه فی سجنه لا یعبأ بها،تشتعل ناره فی أحشائه ویذیب الجسد

یمقت الأرواح المتعالیة والهمم المتسامیة بروحه المحتضرة ویبدأ بإیذاء الآخرین

كجرذان الحقول یقطع أواصر الحب وأوصال الصدق بین الآخرین

كآكلة تأكل الجلود ویزیل الروعة وجمال الآخرین

كأرضة تنخر الأخشاب وتقتات بها

كدودة المقابر تنهش الأشلاء وتقتات بها

قاعد علی النار یتحین الفرصة لتدب عقاربه

لسانُه مبردٌ لتعمیقِ الهوة

كأنهُ لم یسمع:"عینُ  الحسودِ تُبلی بالعمی "

بعدَ هجعةٍ مِن اللیلِ یتقلی علی فِراشِه

وأخیرا دارت علیه الدوائر ولعِبَ به الهموم

فلما رأیتك قد تأثرتَ به ، سبحَ قلبی وقلتُ لك:

كلُ من فعلَ هكذا و ذي و ذا، ذنبه علی جنبه   

إذن أقول لك كأمین

وأوصیك ناصحا بقولٍ قمین

یراوغ مراوغة الثعلب والدجال ویأتیك من طرق فجاج

یكذب بعدد رمال الصحاری وقطرات البحار

یكذب فی قوله ویقوم بتضخیمه وتكبیره ویُدخل فی وجودك موجا من الأسی

مثیرا بأكاذیبه كثیرا من الجدل واللغط

مَنجمُ الباطلِ یهینُ أمجادَ المآثرِ ویعتبرُ نفسهُ الشاطر

یخبطُ خبطَ عشواءَ لینجو منَ المأزقِ ولا خلاص

وأخیرا كشفته الكواشفِ ما أصابَ هلة ولا بلة وعاد بخفی حنین

فلما رأیتك متضایقا من هذه التصرفات الغاشمة قررت أن أقول لك:

أقول لك لسلامتك فی مسار أهدافك الخطیرة

یسخر من الكلام الذی لایعجبه ولو كان من شخص كریم

مترجرج كالزئبق یهتز ویهز الآخرین

یغوص فی لجج العبث المریر

یقیم المواهب والأفكار بقلبه الصغیر

ممالق حاقد عبد جموح النفس یصرخ-عند التضایق –حتی آخر الصراخ ویجر النار علی قرصه فی لیل قریر

ینفض مذرویه وینفخ شدقیه ویعمل أعمالا لاتجدی شروی نقیر

كعملة مزیفة یحسبه السذج الأصل ویعللون أنفسهم بها بطرق مختلفة

وأعید-بالمرة الألف-قول حكیم محنك ناصح باسل:

ومنهم حالاتی یسعی التعرف  إلی الأمراض الخطرة ولایعرف مرض فقدان ذاته ویتشبث بخیوط الظنون

لا ترسو فی أی شاطیء من الشواطیءللدعة والسكون

بعیدا-علی ظنه-عن ید كل لامس

یهیم مسلوب الفكر كطلقة طائشة فی بؤرة الأسقام

وأخری قدیسة تارة

كما یتشكل الشیطان بأشكال مختلفة حتی الكلب والخنزیر

نفخة كاذبةٌ  یشوبُ ویروب

لا بهِ یُعملُ ولا بهِ یُعولُ وحولَ نفسِهِ أبدا یلوب

فقد جمع كل خبث فی طیات نفسه ویجر ذیله فی ذروة الفساد

النفاج المبالغ المغالی الذی أصیب بمرض انفصام الشخصیة

عند تقدیم خدمة ضئیلة یماطل ویحاول بترمیق الأعمال مرة

ویعلل ب "لیت"و"لو"و"ربما"و"لكن"مرة

وفی فم الأسد تحطیم رأس كلیب  والعثور فی كومة من التبن علی إبرة

فلما عیلَ صبری واتسعَ الخرقُ علی الراقعِ ! قلتُ لهُ:علی هامان یا فرعون ؟!

لیسَ بصیاحِ الغرابِ یمطرُ السحاب

واستبدل الإقبال بالإعراض

أنادیك نداء متألم بریءبیقینی:

لكنه دوما یسقط بجناح الآخرین

یحاول الحصول علی غصن المجد من جذع الآخرین

كأم السنانیر المتجولة مثل ستوت فی تسقط أخبار الضیعة[1]،لا یهدأولا یكف عن إیذاء الآخرین

بعدَ التأففِ والزمجرةِ خلطَ الشعبانَ بالرمضان

یبالغُ فی الأمرِ وبدعایتِهِ الجوفاءِ یعومُ فی فمِ البركان

یحاولُ أن یغطی الشمسَ بقبعتهِ بذلاقة ِ اللسان

أقامَ الدنیا وأقعدها یسحبُ ذیلَه فی بحرِ طموحهِ الطفحان

یسحبُ فی أفكارهِ ، یكسرُ ویجبرُ ویغوصُ فی مستنقعِ الضلال 

وأنا أقول لك بنفثة  حراء وبقلب كامن الأدواء:تنح! تنح!

یحمل فی ثوب الغنی كشكول الكدیة لإثارة الحرب النفسیة

هو الوضیع الذی لا یعتذر حتی من الكبار

تمیز من الغیظ وأطل بخطمه بلعبة القط والفار

یده تكسر فروع الورود البریئة

ینظر إلی أعمال الآخرین بعیون حسیرة

جلیدی العواطف یرید إجهاز الهمم المتعالیة وتكدیر الضمائر النقیة

لم یشم رائحة رغیف خبز الغرام وعطر الآمال الشهیة

كبغل حرون یحرق صحوة الضمیر ویدوس زهور الرجاء

متعصب بعصبیة الجاهلیة الجدیدة الجهلاء

وأنا تكاد روحی تزهق لكننی أتمالك وأقول لك ولكل من الكبار والصغار:

یذیق المرارة إلی الآخرین ویستلذذ

یجزع عند كل كارهة ویسیل دموع التماسیح علی وجهه الدمیم

وقفَ علی ساقِ الجدِ كمسكةِ أعمی وانخرطَ فی الأمرِ لنبشِ السر

غربالٌ یثیرُ حربا ضروسا لتلطیخ السمعة كأنه لعبَ الفأرُ فی كمه

كانون ! بؤرة ُ الأزماتِ سبحَ فی كلامِه وحط فی عرضِه

لا یدخل من القلب كصدیق وفی

بل یدخل من الجدار كلص شقی

یمضغ أعراض الآخرین فی أحلامه كحبة فاكهة فی غیابهم

غایة حمقه ذم الآخرین فی حیاتهم ومدحهم بعد مماتهم

یتمسك بالغلاة والمتزمتین وأصحاب ألاعیب السیاسة فی دجی النوائب بشر الطغاة وأرذل الجحاد لإیذاء أرباب المروءة والكادحین

یری نجاحه فی زجاجة الضجر وفی فشل الآخرین

وأخیرا...شُدت فی وجهِهِ الأبواب وخانَهُ سیفُه

بعدَ عیاطٍ وشیاط، بعدَ اللتیا والتی استسلمَ للدموع

فلما شاهدت جدله البیزنطی واغتیاله الفاشل

وأنا أخمد جمرة الغضب التی ترید أن تتركنی معلقة علی حبال أحزانی و أقول لك:

كقنفذ یملك ألف سهم من مخالب اللیل وألم الجنون والشقاق

عفریتٌ نفریتٌ لایردُ یدَ لامِس

الغادر المحتال والخاتر الذی یمارس ألوان المجاملات –الكذب المكرر-ویعتبرها أدبا

نسجَ الكلامَ مِن كلِ وادٍ عصا

دساس هجاس بأیادی الشیاطین وبلسان الزیف وأسباب الرئاءینوی إطفاءشمس المروءة المضیئة

یصلی ویزكی ویُخرجُ دفاتره العتیقة

مبنك محنك یلوك أعراض الناس بهمساته الخبیئة

ختار خداع یبیت فی غمرة الأطماع بمكر الثعلب فی دیاجیر الألم بخداع السراب بأفكاره المبلبلة

الغامض كالأساطیر فی قلاع القرون الوسطی فی دجی الأحقاد البهیمة

لكل خبر صوت وصدی !كعجل السامری من عهد الخداع والحیل الفاشلة

ختال یمارس ضروب الختل بعدد رمال الفیافی ویعتز بظلم البرایا فی دهر خؤون

محب لذل العیش كود الدب فی مغارات یعانق أهل الغدر والنفاق والمجون

عینٌ علیك وعلی كل شخصٍ حتی علی الصدیقِ الشفیق

عقلُهُ علی طرفِ أنفه ولا یُؤمنُ بشراع الرجاء

سكنت ریحُهُ وكتمَ الدمَ علی القیحِ والأرزاء

فلما سبقَ السیفُ العَذَل ظننتُ أنَ وراءَ الأكمةِ ما وراءَها!

..وها أنا..وخزتنی شوكة كوخز قتاد أدمت فؤادی وقطعت أوصال جسمی جعلتنی أقول:

ومنهم متغطرس،معتد بالنفس بأحلام الغوایة وخفقات المنی

سجین أنانیته فی غرفة باردة الجدران

أسیر مفاتن الكون وخیبة الوعد وخزی الدهور

یعتبر نفسه بإعجابه بالنفس صیاد الغوانی

یقول:"أنا بالهوی أدری!" لكنه غامر الأهواء

ینام فی جفن الظلم فی سود الخطوب ولوعة الهوی

یهین المجتمع الذی یأكل من كدح ید أبنائه أفضل الوری

من فئة منسیة وذنبه كبیر

شرس فوضوی یلطخ عرض كل ذی لمم

رازح تحت نیر النرجسیة والتقالید البائدة والطقوس

ویكتئب من هذه التصرفات

فانتهزت الفرصة لحفظ أمنیاتك الخضراء

وأنصحك نصیحة أخویة بقلب حافظ:

لاتقلق!وأخیرا...یصادف الجلد المدبغة!

ومنهم ساذج مغفل تهرب الأوقات منه مایبدیء وما یعید

ینظر إلی الماضی ویقول:"آه!مضی بسرعة!"

غافل عن موعد الجدب وسطوة الریاح وصروف المحن

غافل عن سیول الأحزان الجارفة وعساكر الغصص

تنق كضفادع فی الضفاف ویشكو من هم السهد فی غربة الدهور

یركب أمواج المهالك فی حلك الدجی

عاثر الخطو فی لیل سرمدی من غفلة التكسر

دایخ بین صبیان كمهرج عراف مشلول

قلبه هواء،یفسر الماء بالماء بدعایات جوفاء لطاعة عمیاء

بنفسی الحائرة من ألم الغربة ومن خوفك أعانی

انتبه!الخطوب غیوم صیف عند الكیس المتعالی!

وأقول لأجل ارتیاحك وعیشك سعیدا

مقطع وموصل،یفخر بین الناس بشهرته

وبعد هن وهن من تصرفات مخجلة

وفی نهایة یوم عقیم طرح الأوراق علی المائدة

أقبلت علیه الدنیا وظن أنه نال إلی أقصی الأمانی بأنغام السلام

كأنه بعبع وسط البیدر فی موكب الأحلام

یتذرع بالنقود لحلحلة كل  الأمور

وانسحبت من قرارك الحاسم وهمتك العالیة

رفع عقیرته وأرغد وأزبد وفقد توازنه وقال"بخ بخ ساق بخلخال!أی كذا خلقت!لن أتراجع قید أنملة!"

وتثبت لی أوصافك الحسنی

إذن أقول لك بصوت متهدج...:

غارق فی أهوائه وشهوته

یتهافت إلی لقمة دسمة تهافت الكلاب إلی جیف عفنة

یأكل بیدین،خفض العیش،عیش أبله

ویختم كل فسق من جانبه ومن جانب أشباهه بخاتم التأیید

آكل الجیف،ضرب أخماسه فی أسداسه لاستجداء

ركب هواه متشبثا بأذیال التدانی ولا یعرف شراع الحب

لایبض حجره ولایبل إحدی یدیه الأخری

من فئات الدخول الكبیرة لكنه یهب عن ظهر الید بالآهة الحری

یعامل الصدیق بالتجهم والشخط وللأراذل مشط لحی

لا یرقب إلا ولا ذمة ویكره ابتسام الندی

حجر الأرض، طفیلی ومقترح ویعذب فراشات الربی

من جند إبلیس یدعی –جهلا- من السمك إلی سدرة المنتهی

و أخیرا صار حجرا علی الجلید!وأحیل إلی دیماس

من تصرفاته الجریئة  و من خططه العقیمة

وأخیرا سعی لحتفه بظلفه

فلما ضاقت به الأرض ضم جرامیزه وفك حلكته وفور دمی تجاهك

وقد قشر العصا باللهجة المتشددة أمامك

ما كل وقت تسلم الجرة

لا أدعوك إلی التملص عن المسؤولیة

لا أتوقع منك التقاعس عن واجباتك الإنسانیة

لایجدر بك أن تسلی نفسك تسلیة موهومة بتعلیلاتك الصبیانیة

أدعوك أن تحتفل بما یحدث حولك من الأحداث بخطوات عملانیة

لا ناقتی ولا جملی ما لی وهذا!

لاتفرح بما أصاب بأعدائك

لاتثلج قلبك بمصائبهم ولا تقل:"كل یبكی علی لیلاه!".

لیست هذه قاعدة مطردة،أعنهم بما تستطیع لدفع ظلمهم

إن كنت جامد النفس إزاء كل تفسخ وإباحیة فقد أمدت الآثم

من عاملك بملق ومداهنة فقد قتلك

وأنا لا ولن أرضی أبدا بأن تقول إزاء كل ظاهرة، كل بادرة،كل صادرة،

--أبدا لایروق لی بأن تقول -أمام كل تصرف كل مماحكة،كل معاملة،

،متكاسلا،متهاملا،متهاونا،غافلا:

من قال:"الازدواجیة تسبب الفشل"فقد أصاب كبد الحقیقة

كالطائر الشادی والمصلح المنادی تؤثر أثرا ایجابیا علی كل غیور وعدیم الغیرة

طیب المكسر،ناصح الجیب،نظیف الكف،رمز للطهارة

تسمع منه صوت الحب،نغم السلام وبشری الحیاة

طویل الباع،شجاع الوجد،كاشف الغمرة،رمزالمفاخر والنضال والخلود

هناك من له من عطور الیاسمین الخیر العمیم

هناك من یتذوق من مجامع القلب طعم السجود

هناك من یحاول إزالة العوائق وتذلیل العقبات فی تصاریف الزمان

هناك من له دور ریادی فی الإیثار حتی فی ظروف متأزمة

فلما أحسست تشاؤمك الشدید،اندهشت!بدأت بجمع شظایا نفسی المبعثرة

لا تزدر شخصا لخلفیته الثقافیة "

ولا جدوی للاعتذار بعد خراب البصرة

لا تقل عن فلان: " لا أری القرد ولا القرد یرانی ! "

وكلم اللسان أنكی من كلم السنان !

أنثر –  لله بالله – بذور الصدق والإخلاص بید العاطفة تحت دوحة العشق كی تفتح باب الفرج

علیك بتوخي الحذر

ما هكذا تورد یا سعد الإبل ! حسیبك الله !

لا یجدُرُ بك أبدا أن تقولَ عندَ كلِ مواجهةٍ  قریر العین، خلی البال، عفو الخاطر، عاقد العزم، بقلب ودیع:       

*****

مع فائق الشكر للدكتور ميرقادري لإرسال الشعر