الأفاضل الكرام،
تجدون أدناه رأي أحد المنافحين عن اللغة العربية في استعمال "سوف لن" و"سوف لا":
"شاع في السنين الأخيرة استعمال "سوف لا" و "سوف لن" مع الفعل المضارع لإفادة نفي الفعل في المستقبل، وهو خطأ فظيع للاعتبارات التالية:
1) "سوف " مثلها مثل السين المتصلة بالفعل المضارع في مثل قولنا "ستنجح" أو "سوف تنجح"، لا ينبغي أن يفصلها فاصل عن الفعل المضارع فكما أننا لا يمكننا أن ندخل أداة من أدوات النفي على العبارة "ستنجح" فكذلك لا يمكن إدخال النفي على العبارة "سوف تنجح" والفرق بينهما في المعنى أن عبارة "ستنجح" يراد بها وقوع النجاح في أمد أقرب من الأمد الذي تفيده "سوف تنجح" وذلك حسب البصريين.
2) وقوع النفي في المستقبل الذي يقصده القائلون " سوف لا " أو "سوف لن" تفيده "لن" وحدها مقترنة بالفعل المضارع مثل العبارة التالية " لن تخسر " أو " لن تخفق " بدون حاجة إلى إضافة " سوف " التي لا تكون مع النفي بل تكون لزاما مع الإثبات.
فمما يتعلمه التلاميذ في المدارس الابتدائية أن النفي في الزمان الماضي تفيده الأداة " لم " متصلة بالفعل المضارع، وأن النفي في الزمان الحاضر تفيده الأداة "لا " متصلة بالفعل المضارع، وأن النفي في الزمان المستقبل تفيده الأداة " لن " وحدها متصلة بالفعل المضارع.
3) "سوف "اشتق منها فعل " سَوَّفَ " سوَّفه، يُسَوِّفُه تسويفا" بمعنى قال له: "سوف أفعل" بمعنى وعده بفعل شيء يطلبه منه أو ينتظر منه وقوعه، لا نفي وقوعه.
4) لم يسمع بعبارة "سوف لا" ولا "سوف لن" إلا في السنين الأخيرة ولا نجد أثرا لأيتهما في كلام العرب بتاتا، لا في أشعارهم ولا في خطبهم، ولا في القرآن الكريم، ولا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا فيما كتبه الكتاب قديما أو حديثا، وذلك لأنهما غير صحيحتين، ومخالفتان لما نصت عليه أمهات كتب اللغة، كما نستشهد عليه فيما يلي:
- في "لسان العرب" لابن منظور : "سوف : كلمة معناها التنفيس والتأخير" قال سيبويه : "سوف كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد، ألا ترى أنك تقول : "سوّفته" إذا قلت له مرة بعد مرة " سوف أفعل " ولا يفصل بينها وبين " أفعل " لأنها بمنزلة السين في "سيفعل" وقال "ابن جنّي: وهو حرف، واشتقوا منه فعلا فقالوا "سوّفت الرجل تسويفا" ا هـ.
- في "تاج العروس من جواهر القاموس" لمحمد مرتضى الزبيدي: سوف معناه "الاستئناف، أو كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد كما نقله الجوهري عن سيبويه، قال : " ألا ترى أنك تقول سوّفته إذا قلت له مرة بعد مرة" سوف أفعل" ولا يفصل بينها وبين أفعل، لأنّها بمنزلة السين في " سيفعل " وقال ابن دريد "سوف" : كلمة تستعمل في التهديد والوعيد والوعد فإذا شئت أن تجعلها إسما نوّنتها ... ومن المجاز يقال : "فلان يقتات السوف" : أي يعيش بالأماني".ا هـ"
- في "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لجمال الدين بن هشام الأنصاري: "سوف مرادفة للسين أو أوسع منها (على الخلاف يعني الخلاف في مدة الاستقبال في " السين " وفي سوف) ومعنى قول المعربين فيها "حرف تنفيس": حرف توسيع وذلك أنّها نقلت المضارع من الزمن الضيق -وهو الحال- إلى الزمن الواسع وهو الاستقبال..." اهـ.
- في "المعجم الوسيط" لمجمع اللغة العربية بالقاهرة: "سوف: حرف مبنيّ على الفتح، يخصّص أفعال المضارعة للاستقبال، فيرد الفعل من الزمان الضيق وهو الحال إلى الزمان الواسع وهو الاستقبال. وهو يعني : "سأفعل" وأكثر ما يستعمل في الوعيد. وفي التنزيل العزيز : (كلاّ سوف تعلمون، ثم كلاّ سوف تعلمون). وقد يستعمل في الوعد. وفي التنزيل العزيز (ولسوف يعطيك ربك فترضى). هـ.".
المصدر:

__________________